قد رأى أن اللفظة الوحيدة التي تحتاج إلى شرح هي الآلاف، ولذلك فسرها بقوله:"الآلاف كتاب أمان يكتبه الملك للقوم ليأمنوا في أرضه وهو هاهنا الائتلاف" ثم عرض المعنى فقال: "زعمتم أنكم مثل قريش، وكيف تكونون مثلهم ولهم تجارة بالشام واليمن وليس لكم ذلك".
وأن رأى أن النص لا يحتاج إلى شرح للألفاظ عرض المعنى بدءًا وذلك مثل عمله في بيت عبد الله بن عنمة الضبي الذي يقول فيه:
لا تجعلونا إلى مولًى يحل بنا عقد الحزام إذا ما لبده مالا
فقد عرض المعنى فيه بقوله:"أي لا تجعلونا مسندين إلى ابن عم يسلمنا عند الشدائد وإذا رأى منا ضعفًا اجتهد في أن يزيده، كأنه لما قال مال اللبد عن الفرس دل على استرخاء الحزام، وذلك مؤد إلى اضطراب الفارس".
ونراه في مواضع أخرى يورد شرح الألفاظ دون إيراد المعنى كأنه رأى أن في شرح الألفاظ ما يدل على المعنى ويغني عنه. ومن ذلك شرحه لبيت مسكين الدرامي الذي يقول فيه:
وفتيان صدٍق لست مطلع بعضهم على سر بعٍض غير أني جماعها
فقد اكتفى بتوضيح مرجع الضمير في جماعها وبشرح لفظة الجماع قال:"والضمير في جماعها يرجع إلى الفتيان، ويجوز أن يرجع إلى ما دل عليه الكلام من ذكر الأسرار، والجماع اسم لما يجمع الشيء، كما أن النظام اسم لما ينظم به الشيء، وقيل الجماع الذي تجمع فيه الأسرار".
وإذا كان قد رأيناه في غلبة عمله اللغوي لا يخرج عن منهجه فإنه كذلك في عمله النحوي، فهو ينظر إلى النحو وسيلة يوضح بها المعنى، ولا ينظر إليه مجالًا