تغييرًا غير قليل، وهو تغيير مس أبواب الحماسة، وقطع هذه الأبواب، وترتيبها، ورواية عدد الأبيات في القطعة الواحدة. الأمر الذي يمكن معه القول بأن الأعلم قد صنع حماسة غير حماسة أبي تمام.
فمن حيث الأبواب وجدناه يفصل بين باب الأضياف والمديح، الذي جاء بابًا واحدًا في سائر الشروح، غير شرح المرزوقي الذي سبق أن أوضحنا أن نساخ شرحه هم الذين جعلوا هذا الباب بابين، وأتينا بالأدلة على ذلك. أما الأعلم فقد كان واضحًا أنه هو الذي فعل ذلك، لأنه كان يرتب القطع في داخل الأبواب بحسب القوافي، يبدأ بقافية الهمزة وينتهي بقافية الياء، ولذا جاءت القطعة الأولى في كل من البابين على قافية الهمزة أو الألف كما يسميها هو، هذا فضلًا عن أنه أضاف بابًا جديدًا سماه "باب الكبر" جاء في آخر الأبواب وروى فيه ست قطع، ومن ثم صارت الأبواب في شرحه اثني عشر بابًا لا عشرة كما جاء في حماسة أبي تمام.
أما اختلاف القطع فواضح أن الأعلم قد حذف جملة من القطع التي رواها أبو تمام في كل باب من الأبواب، كما أضاف في هذه الأبواب قطعًا لم يخترها أبو تمام، لعله أخذها من كتب الاختيارات التي تلت اختيار أبي تمام، ومن أمثلة ذلك قطعة رواها في باب النسيب همزية القافية ونسبها إلى أبي زبيد الطائي مطلعها:
إنما مت غير أني حٌي يوم بانت بودها أسماء
وكذلك قطعة رواها في الباب ذاته جاءت على قافية الباء وهي:
ألا لا أرى وادي المياه ينيب ولا النفس عن وادي المياه تطيب