وجاء ترتيب القطع مختلفًا من حيث إن أبا تمام لم ينظر إلى القوافي في الترتيب أما الأعلم فقد رتب القطع بحسب القوافي بادئًا بالهمزة ومنتهيًا بالياء.
ورأيناه أيضًا في بعض القطع التي أخذها من حماسة أبي تمام لا يكتفي بما اختاره أبو تمام ورواه، بل كان يضيف إليه ما يجده في كتب أخرى، ومن أمثلة ذلك قطعة الهذيل بن مشجعة البولاني التي وردت في باب المديح والتي مطلعها:
إني وإن كان ابن عمي غائبًا لمقاذف من خلفه وورائه
فقد بلغت في رواية الشروح التي وقفنا عليها ستة أبيات، أضاف إليها الأعلم ثلاثة أبيات أخرى هي:
وإذا استراش حمدته ووفرته وإذا تصعلك كنت من قربائه
وإذا أردت عتابه أنظرته ... حتى أعاتبه ببعض خلائه
وإذا غدا يومًا ليركب مركبًا صعبًا قعدت له على سمسائه
ومما لاشك فيه أن هذه الاختلافات التي عمد إليها الأعلم الشنتمري فيما صنعه من اختيار قد باعدت بين كتابه وحماسة أبي تمام، ولكن الذي يهمنا هنا هو طريقته في شرح الشعر سواء في القطع التي أخذها من حماسة أبي تمام أو القطع التي أضافها من عنده، وهو شرح _كما رأيناه_ يسير وفق المنهج الاختصاري التسهيلي، وهذا واضح من ظاهر قوله في خاتمة كتابه فقد قال بعد أن أوضح تاريخ بدء العمل فيه وتاريخ الفراغ منه:"وأرجو أن يكون معطًى حقه من التلخيص والتقريب وموفًى قسطه من التلخيص والتهذيب"، فشرحه إذن يقوم على تلخيص ما قرأه من شروح سابقة، وعلى تقريب مادة الشرح لقارئيه وتلخيصها وتهذيبها.
والحق أن الذي يقرأ الشرح يحس بأن الأعلم قد توخي التسهيل في شرح الشعر بصورة لا تخفي فهو شرح يقوم في غلبته العظمى على تفسير الألفاظ في النص وإيراد