تنالوا الغنى أو تبلغوا بنفوسكم إلى مستراح من حمام مبرح
قال:"وجزم تناولوا على جواب قوله تروحوا".
وكذلك إذا عرض للرواية عرض لها في إيجاز واضح، وذلك على نحو ما جاء عنه في بيت أبي الطمحان القيني، وقد جاءت روايته له على النحو:
وقبل غد يا لهف نفسي على غد إذا راح أصحابي ولست برائح
ثم أشار في الشرح إلى رواية أخرى قال:"ويروي "من غد" وهو أبين".
وكذلك كان شأنه في جانب البلاغة إذا عرض للون من الألوان البلاغية في شرح الأبيات. ومن أمثلة ذلك ما جاء عنه في بيت النسيب الذي نسب إلى آخر وهو:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدًا لقلبك يومًا أتعبتك المناظر
قال فيه:"الرائد المتقدم في طلب المرعى، واستعارة لأول النظر أي إذا أبصرت إلى شيء يهواه قلبك أتعبك ما نظرت إليه بما حملك من العشق".
وصفوة القول أن الأعلم بشرحه هذا الذي تصرف في رواية متنه با خالف فيه اختيار أبي تمام قد استطاع أن يحقق خطوة في المنهج الاختصاري التسهيلي بعد زيد ابن علي الفارسي، وهو في التزامه بهذا المنهج كان أكثر اهتمامًا بعنصر المعنى، وإذا عرض إلى عناصر الشرح الأخرى كان الإيجاز والتيسير سبيله، وربط ما يناقشه من عناصر بعنصر المعنى بحيث يمكن أن نقول إنه قد وظف العناصر الأخرى لخدمة عنصر المعنى، وهذا أحد مقومات هذا المنهج على نحو ما وضحنا فيما سبق.