وإذا كان الأعلم الشنتمري ومن قبله زيد بن علي الفارسي قد اتجها في شرح الحماسة إلى هذا المنهج الاختصاري التسهيلي وهما، كما رأينا، من علماء القرن الخامس الهجري فإن هناك عالمًا من علماء هذا القرن قد نحا في شرحه المنحي نفسه هو أبو الحسن البياري، يدل على ذلك مقدمته التي صدر بها الجزء الأول من شرحه الذي وصل إلينا، فقد قال فيه بأسلوب ركب فيه السجع: "أما بعد فقد أجمع الرواة على كتاب الحماسة أنه أمثل كتاب عمل في الأبيات، وقد قصر به عن من لا يفهمه أنه لم يقع فيه شرح شاف ولا فسر تفسير كاف، إلا تفسيرًا لم يسغ شرقًا ولم يفتح غلقًا، فسر من شأنه اللغة فإن أخذ عنها ضل وأضل، أو من فسر أبياتًا منه أشتاتًا هو فيها، كما قال جزء بن ضرار:
قضيت أمورًا ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق
أو من عني بالأيام فأخلد إليها واقتصر إلا فيما قل عليها، فعمدت احتسابًا إلى