للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تبقلت من أول التبقل بين رماحي مالك ونهشل"

على أن أهم إسهام قدمه أبو رياش في شرحه في خدمة اختيار الحماسة إنما يتضح فيما نقله التبريزي عنه من شرح للأعلام الواردة في الحماسة وتوضيح أسماء بعض شعرائها، وتصحيح نسبة الشعر فيها، وهي في مجملها جوانب لها قيمتها في خدمة اختيار الحماسة، وتدل دلالة واضحة على مدى علم أبي رياش بأنساب العرب وأشعارها وقائلي هذه الأشعار، إذ نراه في شرح الأعلام الواردة في الحماسة لا يكتفي بتوضيح العلم فحسب بل يورد نسبه وما يتصب به من خبر. ومن أمثلة ذلك ما نقله التبريزي عنه في شرح عامر وجناب الواردين في بيت هلال بن رزين القائل:

وأيقنت القبائل من جناب وعامر أن سيمنعها نصير

قال في عامر: "يعني عامر الأجدار وهم بطن عظيم من كلب، وإنما لقب بالأجدار لأنه ولد في أصل جدار، وهو أخو عامر بن صعصعة لأمه". ثم قال في جناب: "هو جناب بن هبل بن عبد الله بن كلب".

وفي قطعة الرثاء التي نسبها أبو تمام لآخر والتي مطلعها هذا البيت:

لو كان حوض حمار ما شربت به إلا بإذن حمار آخر الأبد

نجد أبا رياش يشرح اسم حمار الوارد في البيت فيقول: "هو علقمة بن النعمان ابن قيس بن عمرو ثعلبة".

أما في توضيح أسماء الشعراء الذين كان أبو تمام يختصر أسماءهم فقد رأينا لأبي رياش وقفات طيبة في هذا الخصوص، ففي قطعة النسيب التي صدرها أبو تمام بقوله: "وقال ابن الطثرية" وقف أبو رياش فوضح اسمه قال: "اسمه يزيد بن

<<  <   >  >>