للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفسره على هذه الرواية ثم قال: "وروى الديمرتي وغيره "أتاني صريخ الموت" بالخاء معجمة وهو داعية. ثم انتقد الرواية والتفسير معاً قال: "وهذا تصحيف في الحرف وخطأ في تفسيره، فان الصريح هو المغيث والمستغيث، ذكر ذلك في الأضداد ولا وجه لهما ها هنا إلا على تكلف".

وكذلك كان شأنه حين يعرض للديمرتي في جانب المعاني ومن أمثلته ما جاء في بيت تأبط شراً:

أقول للحيان وقد صفرت لهم ... وطابي ويومي ضيق الجحر معور

وكان الديمرتي قد فسر معنى قوله: "وقد صفرت لهم وطابي" بأنه أراد خلت نفسي من ودهم، فانتقده النمري بقوله: "هذا خطأ فاحش ومتى ود تأبط شراً لحيان وهو أبداً يغير عليها وينال منها".

والحق أن النمري في شرحه معاني كتاب الحماسة قد استطاع أن يقدم عملاً طيباً في عنصري الرواية والمعنى أفاد منه جل الشراح الذين جاءوا بعده، غير أنه في جانب المعاني كان أحياناً يفسر المعنى على ظاهر الألفاظ الواردة في النص دون أن يسبر غورها ويصل إلى أبعادها وما تدل عليه من إيحاءات، وهذا ما جعل أبا محمد الأعرابي يتصدى له بالنقد والتجريح فيما كان يقع فيه من هذه السبيل، وقد بينا ذلك عندما عرضنا لعمل أبي محمد الأعرابي في تطبيق المنهج التتبعي التقويمي، فلا مجال لتكراره هنا.

٤) شرح أبي هلال العسكري:

كنا قد أوضحنا فيما سبق أن لأبي هلال عملين في الحماسة أحدهما ما درسناه في المنهج التتبعي التقويمي، وهو رسالته "ضبط مواضع من الحماسة" والآخر شرحه

<<  <   >  >>