للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يبعد المغزى والمغار لقوته وكثرة عدده)).

وقد يتجاوز أبو هلال نقد أشعار الحماسة وتقويمها إل الشعراء أنفسهم وابداء رأي نقدي في شعرهم ومخالفة من سبقه في هذا الخصوص، وذلك على نحو ما جاء عنه في أشجع بن عمرو السلمي فقد قال فيه: ((كان البحتري يقول: إنه يخلي، ومعنى الاخلاء أنه يأتي بألفاظ حسنة ليس تحتها كبير معنى، وأنا لست أرى في شعره شيئًا من هذا الجنس)).

وثمة عنصر غير النقد يبدو واضحًا في عمل أبي هلال، دلّت عليه هذه النقولات التى وصلت الينا عن شرحه وهو عنصر يتصل بتعريف الشعراء وبتوضيح اسم من ورد مبهمًا في عمل أبي تمام ز وبتصحيح ما وهم فيه أبو تمام من نسبه الشعر إلى غير قائليه، وهى جوانب لها قيمتها في خدمة اختيار الحماسة، وقد رأينا ذلك في عمل أبي رياش الذي درسناه فيما سبق، فأبو هلال كان مثله في تقديم هذه الخدمة الجليلة التي تكشف عن علم وافر بما قالت العرب من أشعار وبشعراء العرب وأنسابهم وقبائلهم، يبدو هذا واضحًا مما نقله التبريزى عنه.

<<  <   >  >>