للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد فعل ذلك في قطعة الحماسة التي نسبها أبو تمام إلى جميل بن معمر العذري قال: ((في الشعراء ثلاثة يدعون جميلًا منهم جميل بن عبد الله بن معمر ويكنى أبا عمرو ... وهو قائل هذا الشعر الذي أنشده أبو تمام، وجميل بن المعلى أحد بنى عميرة بن جويّة بن لوذان بن ثعلب بن عدي من فزازة، وجميل بن سيدان الأسدي)) وقد أورد لكل من ابن المعلى وابن سيدان شعرًا.

ويتصل بتعريف الشعراء جانب آخر هو أنه كان يوضح نسبة بعض القطع التى كان أبو تمام يوردها مبهمة مصدرة ب ((وقال آخر)) أو ((وقال بعضهم)) فكان أبو هلال يجلو هذا الابهام الذي خلفه أبو تمام في عمله، ومن أمثلته ما جاء عنه في الحماسيّة التي مطلعها:

اللؤم أكرم من وبر ووالده واللؤم أكبر من وبر وما ولدا

وقد صدّرها أبو تمام بقوله: ((وقال آخر)) فقال أبو هلال: ((لم يذكر أبو تمام اسمه، واسمه الحكم بن زهرة، قال الجمحي: زهرة أمه وهو الحكم بن المقداد بن الحكم، وأورد نسبه إلى فزارة ثم قال: ((ويعرف بالحكم الأصم الفزاري)).

وفي القطعة الواردة في باب الأضياف والمديح، وقد أغفل أبو تمام نسبتها، وقف أبو هلال ونسبها إلى قائلها قال: الشعر لجئامة بن قيس وهو أخو بلعاء بن قيس)).

أما في تصحيح ما وهم فيه أبو تمام من نسبة أشعار إلى غير قائليها فقد أفادت النقولات عنه أنه قد قدّم في شرحه جهدًا محمودًا في هذا الشأن، وذلك وفق المصادر التي وقف عليها ووجد فيها من أشعار الحماسة ما كانت النسبة فيها مخالفة لما جاء عند أبي تمام.

<<  <   >  >>