للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ففي الشعر الذي نسبه أبو تمام إلي الفضل بن الأخضر بن هبيرة الضبي قال أبو هلال: هو للأخضر بن هبيرة بن المنذر، وأورد نسبه إلى ضبة بن أد. وفي حماسيّة أخرى نسبها أبو تمام إلى جربية بن الأشيم الفقعسي قال أبو هلال: ((إن غير أبى تمام رواها لسبرة بن عمرو الفقعسي، ثم أورد قصتها وقال: ((والصحيح أن الخصف بن معبد بن عبد الحرث العجلي هو الذي قال هذا الشعر الذي أنشده أبو تمام ونسبه إلى جربيه بن الأشيم)).

وقد كان أبو هلال يشير أحيانًا إلى نسبة أخرى غير نسبة أبي تمام ويعزوها إلى مصدرها دون أن يبت في ذلك برأي، وذلك على نحو ما جاء عنه في الحماسية التي نسبها أبو تمام إلى شبيب بن عوانة الطائي، فقد قال أبو هلال: إن بعض علماء البصرة رواها للكروّس بن زيد بن الأخرم، وأورد نسبه إلى جديله التي هى فرع من طيئ ثم قال: ((وكان قد خاصم ابن عم له إلى مروان بن الحكم فحبسه مروان فقال: قضى بيننا مروان أمس قضية ... الأبيات. ولم يوضح رأيه فيما إذا كان الشعر لشبيب أو للكروس.

ومثله أيضًا ما جاء عنه في الحماسّية التي نسبها أبو تمام إلى المثلّم بن عمرو التنوخي التي منها:

اِنِّي امرؤٌ مِنْ تَنُوخَ نَاصِرُهُ مُحْتَمِلٌ في الُحرُوبِ مَا احْتَمَلُوا

فقد قال أبو هلال: ((هذا الشعر في أشعار هذيل للبريق بن عياض الهذلي قال: ((إنى امرؤ من هذيل ناصره))، وكذلك لم يذكر أي النسبتين صحيح، ما ذكره أبو تمام أو ما وجده في أشعار هذيل.

والحق أن شرح أبي هلال من خلال ما وصلنا عنه قد قدّم فوائد في هذا الجانب المتصل بتوثيق الشعر، واذا كنا قد رأيناه في بعض المواضع يشير إلى أن الشعر يروى

<<  <   >  >>