الشروح التي أمامه _ ومنها شرح أبي هلال _ ما يحقق لهذا العنصر وجودًا في شرحه.
هذه هي العناصر التي استطعنا أن نعثر عليها من خلال نقولات التبريزي والبغدادي عن شرح أبي هلال، وهي نقولات لم تحقق لنا الوقوف على سائر العناصر التي تقوم عليها عمليّة شرح الشعر، فهناك عنصر اللغة ليست فيه نقولات تذكر، ولا يعني هذا أن أبا هلال لم يهتم بالغة في شرحه، إذ من الواضح أن من يهتم بالمعاني يهتم تبعًا باللغة، ولكن ما وجدناه من نقولات فيها غير كاف لابراز طريقة الرجل في معالجتها، وليس من غايتنا في هذا البحث أن نتصيّد المثال أو المثالين لاصدار حكم على عمل من أعمال الشراح، ربما تكتشف الأيام خطله وتهافته.
واذا كان حظ اللغة في هذه النقولات إلى قُلٍّ فان حظ النحو والاعراب عنصرًا يعتمد عليه الشارح في مناقشته تراكيب النصوص وشرحها كان إلى خلو وانتفاء، ومثل ذلك يمكن أن يقال في البلاغة وعنصر أوزان الشعر وأضربه وقوافيه، وهى عناصر لا ندري إن كان لها وجود في شرح أبى هلال وأهملها التبريزي والبغدادي فلم ينقلا شيئًا منها أو أن أبا هلال لم يكن ذا عناية بها، ومن أجل ذلك كان من العسير علينا أن ندرج عمل الراجل تحت منهج من مناهج التي حددناها وطبقنا عليها عمل الشراح، وان كان ظننا يذهب إلى أصحاب المنهج الابداعي الفني منه إلى أصحاب المناهج الأخرى.
٥) شرح أبي العلاء: الرياشي المصطنعي:
يعد شرح أبى العلاء من الشروح المفقودة، ولقد سبق أن أوضحنا من قبل خطأ نسبة الشرح الموجود مخطوطًا في دار الكتب المصريّة الى أبي العلاء ووضحنا