للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقف أبو العلاء في اسم حندج وقال: ((حندج اسم الرجل مأخوذ من الحندج وهو كثيب صغير من الرمل ربما أنبت الشجر، وقد جائت الحنادج في معنى الصغار من الإبل)).

وفي البيت الذي نسبه أبو تمام لامرأة من بني شيبان وهو:

بِعَيْنِ أُبَاغَ قَاسَمْنَا الَمنَايَا فَكَانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسيِمِ

قال أبو العلاء: ((أباغ يجب أن يكون من الأبغ وهو لفظ ممات، ويجوز أن تكون الهمزة مبدلة من الواو لأنهم قالوا: وبغته إذا عبته، وقيل: إن الوبغ فساد في ريش الطائر أو وبر البعير)).

ويلي هذا العنصر من حيث الكثرة في نقولات التبريزي عنصر اللغة والنحو، فلقد كان لأبي العلاء فيهما وقفات طيبة تدل على علو كعبه وبخاصة في التفسير اللغوي لألفظ أبيات الحماسة وتراكيبها. وصحيح أن عبقريّة أبي العلاء اللغويّة تجلّت في شرحه لأسماء الشعراء وأعلام الحماسة، ولكن عمله اللغوى في الأبيات قد أكد ّ هذه العبقريّة ودلّ عليها. ولقد بلغت نقولات التبريزي عنه فى مجال اللغة نحو ثلاثة وعشرين موضعًا، أما في النحو فقد بلغت نحو تسعة مواضع. ففي شرح الألفاظ نجد له وقفة في ألفاظ بيت سوار بن المضرّب القائل:

بِذَبِّي الذَّمَّ عَنْ حَسِبي وَمَالي وَزَبُّونَاتِ أشْوسَ تَيَّحَانِ

فهو يبدأ بشرح ((أشوس)) أولًا يقول: ((الشوس أن يضيّق الرجل أجفانه وينظر في أحد شقيه من الكبر، ويقال تشاوس الرجل إذا فعل ذلك قال حميد بن ثور:

يَقرُّ بِعَيْنِي أَنْ أَرَى مِنْ مَكَانِهِ سُهَيْلًا كَعَيْنِ الأَخْزَرِ المُتَشاوِسِ

<<  <   >  >>