للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لأبي العلاء به، وذلك في بيت ربيعة بن مقروم القائل:

وألد ذي حنٍق علي كأنما تغلي عداوة صدره في مرجل

فقد نقل الدكتور عسيلان معناه ونسبه وهما لأبي العلاء وهو "رب خصم شديد الخصومة ذي غيظ وغضب علي تغلي عداوته غليان المرجل فيه إذا كان على النار إذا دفعته عن نفسي"، فهذا القول ليس لأبي العلاء وإنما هو للمرزوقي نقله التبريزي عنه بدون عزو، وأورده بعد قول لأبي العلاء في تفسير لفظة "ألد" الواردة في البيت فظن الدكتور عسيلان أنه لأبي العلاء، وكان ينبغي عليه في هذه الحال أن يضاهي نقولات التبريزي بشرح المرزوقي حتى لا يقع في هذا الوهم الذي وقع في مثله بعض الباحثين من نسب أقوال المرزوقي الواردة في شرح التبريزي بدون عزو إلى التبريزي نفسه، على نحو ما أوضحناه سابقًا في دراستنا لعمل التبريزي في الحماسة.

وأما ما ذهب إليه الدكتور العمري من أن عمل أبي العلاء في شرح الحماسة كان مقتصدًا مقتصرًا على بعض النواحي اللغوية والتأويلات المعنويّة، فهو أيضًا رأي لا يستند إلى شيء وذلك لثلاثة أمور: أحدها أنه كان يشير في هوامشه وهو يتحدث عن شرح أبي العلاء إلى نسخة المايكروفيلم المحفوظة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة وهي نسخة الشرح الذي أثبتنا خطأ نسبته إلى أبي العلاء.

ومن ثم فإن أي حكم بناه على قراءة هذا الشرح- إن كان قد قرأه حقًا- وخصّ به أبا العلاء يصبح في حيزّ البطلان.

وثانيها: أنه فيما يبدو لنا لم يفرغ كل أعمال أبي العلاء الواردة في شرح التبريزي ولو فعل ذلك لأدرك أن أبا العلاء- الذي قال عنه: "إنه كان في شروحه على شعر المحدثين كأبي تمام والمتنبي وغيرهما، يحشو شروحه بالأخبار التاريخية

<<  <   >  >>