للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال: "وذكر أنها لخلف الأحمر وهو الصحيح". ورد أبو محمد الأعرابي المتوفى سنة ٤٣٦ هـ على دليل النمري السابق بقوله: "ليس هذا كما ذكر بل الأعرابي قد يتغلغل إلى أدق من هذا لفظًا ومعنى، وليس من هذه الجهة عرف أن الشعر مصنوع، لكن من الوجه الذي ذكرناه لنا أبو الندى قال: "مما يدل على أن هذا الشعر مولد أنه ذكر فيه "سلع" وهو بالمدينة وأين تأبط شرًا من "سلع"؟ وإنما قتل في بلاد هذيل ورمي به في غار يقال له رخمان". ونسب زيد بن علي الفارسي المتوفى سنة ٤٦٧ هـ القطعة إلى الشنفرى، وأشار بأنه ابن أخت تأبط شرًا، ثم أضاف "أن المبرد قال: إنها لخلف الأحمر، إلا أنها تنسب إلى تأبط شرًا".

وأخيرًا جاء الخطيب التبريزي المتوفى سنة ٥٠٢ هـ بمنهجية التجميعي الانتخابي فنقل ما قاله المرزوقي وأضاف "وقيل: قال ابن أخت تأبط شرًا" ثم نقل كلام النمري ورد أبي محمد الأعرابي عليه دون أن يعقب على ذلك بشيء.

ومع هذه الإشارات التي توالت في هذه الشروح عبر فترات متباعدة، صدرت خلالها شروح أخرى تدخل في دائرة الفترة الزمنية التي حددناها لهذا البحث، فإننا لم نجد شارحًا من الشراح تناول هذه القضية بشيء من المناقشة والتفصيل وإبداء رأي قاطع فيها. فأبو هلال العسكري المتوفى سنة ٣٩٥ هـ لم يصل إلينا عنه شيء فيها، وكذلك أبو العلاء المعري المتوفى سنة ٤٤٩ هـ، وصحيح أن شرحي هذين العالمين لم يصلا إلينا، ولكن كلا من الشرحين كان من الشروح التي انتخب منها التبريزي شرحه، فلو أورد لأبي هلال أو لأبي العلاء كلام في هذه القضية لنقله التبريزي، ولما اكتفى بنقل كلام النمري ورد أبي محمد الأعرابي عليه، وكذلك لم يقف عند هذه القضية شراح القرن السادس أمين الدين الطبرسي

<<  <   >  >>