المتوفى سنة ٥٤٨ هـ، وأبو الرضا الرواندي المتوفى بعد سنة ٥٤٩ هـ، وصاحب الشرح المنسوب إلى أبي العلاء الذي رجحنا أنه من علماء القرن السادس.
إن ما قاله النمري من دليل على كون هذه القصيدة منحولة غير مقنع، وكان يستدعي الوقوف والتعليق من قبل هؤلاء الشراح لاسيما أبو العلاء والتبريزي والطبرسي الذين وقفوا على شرحه، وما قاله أبو محمد الأعرابي من أن الأعرابي قد يتغلغل إلى أدق من عبارة "جل حتى دق فيه الأجل" لفظًا ومعنى صحيح لا قول فيه، بدلالة ما ذكره الدكتور عبد الله الطيب المجذوب أنك:"لو فتشت عما في الشطر "جل حتى دق فيه الأجل" من معنى لم تجده يزيد شيئًا عن كلمة امرئ القيس الكندي" ألا كل شيء سواه جلل". غير أن أبا محمد الأعرابي وقد أبطل كلام النمري بما نعتبره صحيحًا، ذهب بعيدًا جدًا حين اعتمد كلام شيخه الرامي إلى أن القصيدة مولدة منحولة لأن فيها ذكر "سلع" وهو المدينة وتأبط شرًا قتل ببلاد هذيل فهذا القول أضعف بكثير مما قاله النمري، فقول النمري قد تجد له تأويلًا ومخرجًا على نحو ما فعل الدكتور عبد الله المجذوب حين ذهب إلى أن لفظ الشعر فيه لف ودوران مخالف لطريقة الجاهلية، وأن هذا ما أراده النمري من قوله" أما كلام أبي محمد الأعرابي فلا مخرج له البتة، والرد عليه- كما أفاد الدكتور ناصر الدين الأسد- لا يحتاج منا إلى أكثر من أن نفتح القاموس للفيروز أبادي أو معجم البلدان لياقوت لنجد فيه أن "سلعًا" اسم لعدة مواضع ومنها "جبل لهذيل".
ونحن لا نريد أن نخوض في غمار هذه القضية ومناقشة ما أثاره المعاصرون فيها، فقد تعرض لها بروكلمان ونقل آراء من سبقه من المستشرقين فيها وانتهى إلى الوقوف مع القول القائل بجاهليتها. وتصدى لها الدكتور عبد الله المجذوب وذهب إلى القول بجاهلية بعضها وتوليد بعضها وبحث فيها الدكتور ناصر