للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لتدرك مدى توسعه واستطراده في مناقشته جواب شرط "إن" الوارد في صدر البيت الأول، فقد بالغ في التوسع والاستطراد في الشرح وضرب الأمثلة.

ومثل هذا التوسع والاستطراد يمكن أن تلحظه في عمله الذي أداه في شرح تركيب "وبعض الشر أهون من بعض" الوارد في بيت أبي خراش الهذلي، غير أن ما صدر عنه من توسع واستطراد كان غالبًا في مجالي اللغة والنحو. أما بقية عناصر الشرح الأخرى التي تعاطاها ي شرحه فقد كان عمله فيها يتسم بالدقة والإحكام البعيدين عن هذه الظاهرة.

أما أبو العلاء المعري فالحق أنه، ومن خلال ما وصلنا عنه في شرح التبريزي، كان أكثر الشراح توسعًا واستطرادًا، فهو في شرحه لأسماء شعراء الحماسة والأعلام الواردة في أبياتها كان كثيرًا ما يتجاوز المادة التي يناقشها إلى مواد أخرى تتصل بها، وكذلك لاحظنا منه ذلك في جملة من قضايا النحو والإعراب والعروض، فضلًا عن إسهابه المتكرر في مناقشة تأويلات المعاني وتراكيب النصوص، ولعلك حين ترجع إلى ما ذكرناه في دراستنا لشرحه "الرياشي المصطنعي" وإلى تعرضنا له بالحديث في منهج التبريزي تلميذه الذي كان يتابعه في الاستطراد والتوسع، تجد من الأمثلة ما يدل على كثرة استطراده وتوسعه، بل إنك تجد أنه لم يكن يتوسع ويستطرد في الأعمال الخاصة بنصوص الحماسة فحسب بل يتجاوز ذلك إلى التوسع والاستطراد في شرح ما كان يثيره أبو رياش في شرحه من أقوال وأخبار شعر.

ومثله في هذا ابن جني في القضايا اللغوية والنحوية التي كان يثيرها في كل من المبهج والتنبيه، والأمثلة على توسعه واستطراده كثيرة لا حصر لها. يمكنك أن تلم بها إذا نظرت في أعماله في المبهج في شرح أسماء "نهار بن توسعة" و "ريطة بن

<<  <   >  >>