عاصم) و (أمية بن أبى الصلت)، كما يمكنك أن تجدها في (التنبيه) في إثارته الخلاف بين سيبويه والأخفش وإرسال الحديث متشعبا حين ينعكس هذا الخلاف في نص من نصوص الحماسة. ولو أجريت نظرك في عمله الذي ناقش فيه بيت المنخل اليشكري القائل:
وفوارس كأوار حر النار أحلاس الذكور
لوجدت توسعا واستطرادا ملحوظا في هذا العمل.
وإذا كان ابن جني بمنهجه العلمي التخصصي قد برز لديه التوسع والاستطراد فان أبا محمد الأعرابي بمنهجه التتبعي التقويمي قد كان في بعض عمله الذي تتبع فيه أبا عبد الله النمري يقع في التوسع والاستطراد، وبخاصة في إيراده قصص الشعر وأخبار الشعراء وذكر ما فيها من شخصيات وأشعار.
أما التبريزي ذو المنهج التجميعي الانتخابي الذي يقوم على استيفاء عناصر شرحه من الشروح التي سبقته، وتقديمها في ثوب منسق مشذب، فقد رأيناه في مواضع متعددة ينجرف مع شيخه أبي العلاء في التوسع والاستطراد، كما كان يسود العديد من الصفحات بأخبار الشعر ومناسباته التي كان ينقلها من شرح أبي رياش فضلا عن جنوحه المستمر إلى النحو وما فيه من تشعب واستطراد.
إن الشراح الذين يفترض أن تكون أعمالهم خالية من هذه الظاهرة هم أصحاب المنهج الاختصارى التسهيلي، ومع ذلك فإننا لاحظنا في بعض عملهم.