على أكمل وجه وأتم صورة. وبهذا لا يكون عمله مجرد تقديم مادة لغوية أو نحوية هي في واقع الأمر تحصيل حاصل أو تكرار لما قاله العلماء الأوائل.
ولوجدنا أيضا أن عمل الشراح التجمعيين الانتخابيين يقوم على جمع الشروح السابقة، وانتخاب شرح منها تكون عناصر الشرح فيه كاملة معروضة في ثوب من التنسيق والتهذيب والتشذيب بحيث لا يكون عنصر من العناصر طاغيا طغيانا يظهر للقارئ بوضوح أو يحرم العناصر الأخرى من الوجود.
ولوجدنا كذلك أن أصحاب المنهج الاختصارى التسهيلي ينبغي عليهم وقد اتخذوا هذا المنهج مرتكزًا لأعمالهم أن يعتمدوا اختصار المعلومات في الشرح مسلكًا، والتسهيل في عرضها سبيلًا بحيث يقدمون سائر العناصر التي يقتضيها الشرح ولكن في صورة تختلف عن سائر الشراح ذوي المناهج الأخرى، صورة قوامها التركيز القائم على الاقتصاد والإيجاز الموصل إلى معنى النص بأقرب طريق وفي سهولة ويسر.
وبناء على هذه المقومات والصفات التي أجملنا الحديث فيها كان جنوح أصحابها نحو اللغة والنحو ظاهرة من الظواهر التي تستحق المناقشة والتعليل.
ونحن لا ننكر أن أصحاب هذه المناهج قد حاولوا جهدهم أن يوفروا لأعمالهم سائر المقومات والصفات التي تقوم عليها مناهجهم، ولكنهم وهم يحققون ذلك لم يسلموا من أن يتغول عنصرا اللغة والنحو في بعض أعمالهم على عناصر الشرح الأخرى، وذلك بسبب ميلهم وجنوحهم نحو العمل اللغوي النحوي.
فالمرزوقي مثلا رأيناه في مواضع مختلفة من شرحه يند عنه شيء من الميل إلى اللغة والنحو إلى درجة تجعل غلبة جهده في العمل التحليلي وقفا عليهما كليهما أو أحدهما. ومن أمثلة ذلك عمله في بيت دريد بن الصمة القائل:
كميش الازار خارج نصف ساقه بعيد عن الآفات طلاع أنجد
فقد جاء عمله في هذا البيت منصبًا في غلبته على اللغة إلى درجة أنسته أن يورد