إني وحصنا كذي الأنف المقول له ما منك أنفكن ان اغضضته الجلبا
"أي لا أستغني أنا عن حصن كما لا يستغني عن الأنف".
وفي مناسبات الشعر وأخبار الشعراء المتصلة به نجد أمثلة مختلفة في كتاب أمثال العرب للمفضل الضبي، فمن ذلك ما رواه من خبر أبيات لقيط بن زرارة الدالية قال:"كان بين لقيط بن زرارة وبين رجل من أهل بيته يقال له: زيد بن مالك ملاحاة، فعيره زيد بتركه النكاح وقال: إن أكفاء أهل بيتك يرغبون عنك، ومن غيرهم من العرب عنك أرغب، فلما زوجه قبس قال:
ألم يأت زيدًا حيث أصبح أنني تزوجتها احدى النساء المواجد
عقيلة شيخ لم يكن لينالها سوى عُدسي من زرارة ماجد
إذا اتصلت يومًا بنسبتها انتهت إلى آل مسعود بن قيس بن خالد
كذلك نجد هؤلاء العلماء يخوضون في تقويم الشعر ويحاولون إبراز أنواع عيوبه، ويفاضلون بين الشعراء، وأحيانًا بين القصائد، فابن سلام يذكر قول يونس أن "عيوب الشعر أربعة: الزحاف والسناد والإيطاء والإكفاء وهو الاقواء، والزحاف أهونها، وهو أن ينقص الجزء من سائر الأجزاء فينكره السامع، ويثقل على اللسان، وهو في ذلك جائز والأجزاء مختلفة، فمنها ما نقصانه أخف، ومنها ما نقصانه أشبع".
وابن قتيبة يذكر لنا قول أبي عمرو بن العلاء في نابغة بني ذبيان وبشر بن أبي خازم الأسدي، وقد جاء فيه: "فحلان من الشعراء كانا يقويان، النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فغني بشعره ففطن فلم يعد للاقواء، وأما بشر