كان الخطيب التبريزي يدرسه لتلاميذه ويجتهد في عمل الشروح له حتى بلغ بها ثلاثة، ودرسه من بعده أبو منصور الجواليقي، ومن بعدهما أبو البركات كمال الدين الأنباري، ودرسه زيد بن علي الفارسي لتلاميذه في حلب ودمشق، وكذلك فعل ذلك سبط ابن الجوزي في القرن السابع الهجري حيث كان يدرسه بدمشق، وفي الأندلس كان لديوان الحماسة وجود في حلقات العلماء والتلاميذ، لاسيما الشلوبيني وابن عصفور، وكلاهما من شراح الحماسة.
وفي عصرنا هذا الحديث أخبرنا الدكتور طه حسين بأن ديوان الحماسة كان في مطلع هذا القرن العشرين أحد مقررات الأدب في الأزهر الشريف، وفي تونس مر بنا أن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور كان يدرس لتلاميذه في جامع الزيتونة ديوان الحماسة بشرح المرزوقي ثم عدل عن ذلك فاصطنع له شرحًا لا يزال مخطوطًا إلى اليوم. وأخبرني من أثق بكلامه أن كلية غبدون التذكارية عندا أنشئت بالخرطوم في العقد الثاني من هذا القرن كان طلابها يدرسون ديوان الحماسة في مادة بالخرطوم في العقد الثاني من هذا القرن كان طلابها يدرسون ديوان الحماسة في مادة الأدب العربي، بل لماذا أذهب بعيدًا وقد رأيت قبل ربع قرن أستاذنا الدكتور محمد زكي العشماوي - مد الله في عمره - يتخذ من قطع شعرية اختارها من ديوان الحماسة