للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مجالاً لتدريس مادة "نصوص أدبية" التي كانت مقررة علينا نحن طلاب السنة الأولى في قم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم.

من أجل هذا كله كان للغاية التعليمية دور كبير في بلورة مناهج شراح الحماسة وتشكيلها، ومن أجل هذا أيضاً كان على الباحث في شروح الحماسة أن يضع هذه الغاية نصب عينيه، وهو يبحث في مناهج هذه الشروح وبالرغم من أن الدكتور العمري قد نوه بهذه الغاية عندما تحدث عن تطور شرح الشعر الجاهلي عبر أجيال العلماء فانه قد أغفلها حين حدد مناهج الشراح، ولم يضعها في اعتباره حين أورد الصفات التي يتصف بها كل منهج من الناهج السالفة الذكر. ومن أجل ذلك كان تحفظنا على جلة من الصفات التي حددها الدكتور العمري لهذه المناهج لأنها بدت عند التطبيق في شروح الحماسة نظرية بحتة وتحتاج إلى توجيه وبخاصة في منهجي المرزوقي والتبريزي في شرحيهما للحماسة. أضف إلى ذلك أن أول هذه المناهج وهو المنهج الالتزامي النقلي قد كان له حضور بصورة أو بأخرى في جل شروح الحمامة التي وقفنا عليها، حتى عند أصحاب المنهج الإبداعي الفني الذي تبرز فيه ذاتية الشارح وشخصيته بروزًا واضحًا ملموسًا.

وأمر ثان ينبغي التنبه له وهو أن هذه المناهج الثلاثة التي حددها الدكتور العمري قامت من أجل خدمة الشعر الجاهلي وديوان الحماسة - الذي هو محور شروحه، بجانب ما ضمه من شعرًا جاهلي - ضم شعرًا إسلاميًا وأمويًا وعباسيًا. وصحيح أن منهج الشارح قد يأخذ - بالغلبة - سمتا واحدًا وهو يشرح قطعًا شعرية مختلفة العصور غير أن اللغة تشكل العبء الأكبر من عمل الشراح، واللفة الشعرية عند الشعراء تختلف من عصر إلى عصر، فهي عند الجاهليين غيرها عند الإسلاميين، وعند الأمويين غيرها عند العباسيين. ثم إن هناك تراثًا ضخما في شرح لغة الشعر يعين الشارح في شرح الشعر الجاهلي وبعض الشعر الإسلامي والأموي، أما بعضه الأخر وشعر بني العباسي فان العب، فيهما يقوم على الشارح وحده وبخاصة حين

<<  <   >  >>