للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواعظ ولحصول انكسار في نفس الموعوظ، ومن الوعظ الحسن إلانة القول وترغيب الموعوظ في الخير (١).

وللموعظة الحسنة أهمية كبرى في الدعوة إلى الله تعالى، قد أمر الله - عز وجل - نبيه عليه الصلاة والسلام باستخدامها في الدعوة، فقال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} (٢).، فمن الناس من لا يصلح معه إلا أسلوب الموعظة الحسنة وذلك عن طريق الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب فيذكر بإكرام الله للطائعين، وما أعده لهم من نعيم، ويذكر أيضاً بما أعده الله للعاصين من عقاب عاجل وآجل (٣)، وهذا الأسلوب من الأساليب التي انتهجها القرآن الكريم في إثارة الدفع لقبول الحق، الذي يعتمد على تخويف الناس وترهيبهم من العذاب الأليم، وفي نفس الوقت ترغيبهم في النعيم الدائم، وذلك لأن استخدام الترهيب وحده يؤدي إلى اليأس من رحمة الله، واستخدام الترغيب وحده يؤدي إلى التهاون والغفلة لذا جمع القرآن بين الخوف والرجاء (٤)، ولا يعني هذا أن الموعظة الحسنة مقتصرة على الترغيب والترهيب فقط، بل لها أشكال متعددة منها: التذكير بالنعم المستوجبة للشكر، ومنها المدح والذم، والإشارة اللطيفة المفهومة .. (٥).


(١) مفهوم الحكمة في الدعوة، صالح بن حميد، ١١.
(٢) سورة النحل من الآية ١٢٥.
(٣) انظر تيسر الكريم في تفسير كلام المنان السعدي، ٤٥٢.
(٤) انظر القرآن وعلم النفس، د، محمد عثمان نجاتي، ط ٢، دار الشروق، جدة، ١٤٠٥ هـ، ١٥٦.
(٥) انظر المدخل إلى علم الدعوة البيانون.

<<  <   >  >>