للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً الحكمة من وجود المعوقات في الدعوة إلى الله تعالى:

اقتضت حكمة الله تعالى أن لا تخلوا طريق الدعوة من المعوقات لأمور كثيرة (١) منها ما يلي:

١: تعليم الدعاة أن الهدية القلبية (هدية التوفيق) بيد الله سبحانه، وله المشيئة المطلقة في ذلك قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [(٢)، فإذا كان سيد الدعاة عليه الصلاة والسلام لم يستطيع هداية الناس هداية التوفيق والإلهام رغم ما بذلك من جهد كبير في دلالتهم وإرشادهم، فإن الدعاة من باب أولى ليس لهم ذلك وإنما تقع عليهم مسئولية التوضيح والإرشاد والبلاغ (٣)، قال تعالى: {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} (٤)

٢: اختيار المسلمين (دعاة ومدعوين) وتمحيصهم ومعرفة قوة إيمانه، فالمحن والشدائد من الظواهر الملازمة للحركة الإسلامية، وهي من أهم عوامل التكوين والاختبار في الإسلام (٥)، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا


(١) انظر الابتلاء وعوامل الثبات، مكتب الدراسات والتحقيق بدار طيبة للنشر والتوزيع ط ١، دار طبية الرياض، ١٤٢٣ هـ، ٣ - ٦، المرأة المسلمة المعاصرة أحمد ابابطين، ٣٤٣ - ٣٤٧.
(٢) يونس: ٩٩]
(٣) انظر تفسر القرآن العظيم ابن كثير، ٣/ ٤٦٣، نصوص الدعوة في القرآن دراسة تأصيلية، د حمد العمار، ط ١، دار إشبيليا، الرياض، ١٤١٨ هـ، ٧٥.
(٤) سورة آل عمران من الآية ٢٠.
(٥) انظر كتاب المؤتمر العالمي الرابع للسيرة والسنة النبوية، والمؤتمر العاشر لمجتمع البحوث الإسلامية، القدوة الحسنة في منهج الدعوة إلى الله، د محمد المالكي، ٢٩١.

<<  <   >  >>