للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسنة، فبدأ بأهل بيته لأنهم ألصق الناس به، فدعاهم إلى الإسلام فكان من أوائل المسلمين مولاه زيد بن حارثة (١)

وحتى بعد انتشار الإسلام، لم يغفل - صلى الله عليه وسلم - صادمه أنس بن مالك. (٢)، -رضي الله عنه- بل وجهه رغم صغر سنه بحسن خلقه عليه الصلاة والسلام (٣) ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، فينبغي أن نتأمل في حال الخدم من حولنا، وندعوهم إلى الله تعالى فهم ضمن مسؤولياتنا انطلاقاً من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» (٤) وإذا استشعر المسلم عظم هذه المسؤولية فإنه سيحرص على أداء هذا الحق.

وستعني هذه الدراسة إن شاء الله بإيضاح أهمية دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى، وأهم حقوقهن وواجباتهن، وكذلك تسليط الضوء على الطريقة المثلى لدعوتهن، ومعوقات دعوتهن لمحاولة التغلب على تلك المعوقات، والتقليل من آثارها (٥)

[أهمية الموضوع]

١: ازدياد أعداد العاملات المنزليات في مجتمعنا السعودي، فأصبحن شريحة من شرائح المجتمع يجب الاهتمام بإصلاحها وعدم إهمالها، فالإحصائيات الرسمية تشير أنه في عام ١٤٢٦ هـ، تم استقدام أكثر من مليونين من العاملات المنزليات من دول مختلفة للعمل في المملكة العربية السعودية. (٦)،

٢: تعد دعوة العاملات المنزليات طريقاً لدعوة أسرهن وإصلاح مجتمعاتهن بعد انتقالهن إلى بلدانهن، وبالتالي يرتفع شأن المسلمين من جهة، ويحصل للداعية الأجر


(١) زيد بن حارثة بن شراحيل أو شرحبيل بن كعب الأمير الشهيد سيد الموالي وأسبقهم إلى الإسلام، وحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو حبه، ولم يسم الله تعالى في كتابه صحابياً باسمه إلا زيد بن حارثة استشهد في غزوة مؤتة عام ٨ هـ، أنظر سير أعلام النبلاء للإمام محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط طـ ١١، مؤسسة الرسالة بيروت، ١٤٢٢ هـ، ا / ٢٢٠ - ٢٣٠.
(٢) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام .. بن النجار، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - علماً جما، اختلف في زمن وفاته ورجح الإمام الذهبي أنه مات عام ٩٣ هـ، انظر سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، ٣/ ٣٩٥ - ٤٠٦.
(٣) قال أنس - رضي الله عنه -
(٤) متفق عليه صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب قوا أنفسكم وأهليكم ناراً، ٩٢٦، جزء من الحديث رقم ٥١٨٨، ولفظ مسلم: ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، صحيح مسلم، كتاب المغازي باب فضيلة الأمير العادل، وعقوبة الجائر، ٨٢٠، جزء من الحديث رقم ٤٧٢٤.
(٥) لن تفصل الدراسة في هذا الكتاب في إجراءات وبعض جوانب الجانب الميداني لعدم الإطالة على القارئ.
(٦) انظر جريدة الرياض العدد: ١٤٠٠٦، بتاريخ ٢٩ - ١٠ - ٢٠٠٦ م.

<<  <   >  >>