للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني

تحذير العاملات المنزليات من الشرك

يجب تحذي العاملة المنزلية من الشرك، عن طريق إيضاح خطورته وأنواعه وأدلة وصور كل نوع؛ حتى تتجنب الوقوع فيه، فمن لا يعرف الشر يقع فيه وهو لا يدري، قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: كان الناس يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني (١)

خطورة الشرك:

أ: الشرك أعظم أنواع الظلم قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣] (٢)

وأي ظلم أعظم من مساواة الله بخلقه، فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه (٣)، ومن أشرك في العبادة فقد وضعها في غير موضعها أي صرفها لمن لا يستحقها، فكان بذلك ظالماً، وجعل نفسه الطاهرة في أدنى المراتب فساوى بين من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم الذي ما بالخلق نعمة إلا منه (٤).

ب: الشرك أكبر الكبائر؛ والدليل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي ذنب أعظم عند الله فقال: «أن تجعل لله نداً وهو خالقك» (٥)، وقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أُنبئكم


(١) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ٦٠٥، رقم ٣٦٠٦.
(٢) لقمان: ١٣]
(٣) مختار الصحاح، الإمام محمد الرزي، ط، د، دار الكتاب العربي، بيروت بدون سنة طبع، ٤٠٥.
(٤) أنظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان السعدي، ٦٤٨.
(٥) متفق عليه صحيح البخاري كتاب التفسير، باب قوله تعالى: فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعمون، سورة البقرة، من لاآية ٢٢، ٧٦١، رقم ٤٤٧٧، صحيح مسلم كتاب الإيمان باب بيان كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده، ٥٣، رقم: ٢٥٧.

<<  <   >  >>