للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعبادة (١) كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: ٥٧]، {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨] (٢)، فالهدى هو العلم بالحق، والعمل به، والرحمة هي ما يحصل من الثواب العاجل، والآجل فإذا حصل الهدى وحلت الرحمة الناشئة عنه ولا يكون ذلك إلا للمؤمنين، حصل الفلاح والربح والفرح، والسرور، فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين لا نسبة بينها وبين جميع ما في الدنيا مما هو زائل لا محالة (٣).

المطلب الثاني

بيان أركان الإسلام للعاملات المنزليات

أعظم العبادات الأركان الخمسة، فلا يقوم بنيان الإسلام إلا بها، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج، وصوم رمضان (٤)، والواو المذكورة في الحديث ليست للترتيب؛ ولكن ذكرت الشهادة أولاً: لأن الإيمان أصل العبادات فتعين تقديمه، ثم الصلاة لأنها عماد الدين ثم الزكاة لأنها قرينة الصلاة، ثم الحج للتغليظات الواردة فيه، فبالضرورة يقع الصوم آخراً (٥).


(١) أنظر شفاء العليل في مساء القضاء والقدر والحكمة والتعليل، والإمام ابن القيم عناية، السيد محمد أبو الفراس، ط ١، مكتبة الرياض الحديثة، ١٣٢٣ هـ، ٢٦٧.
(٢) يونس: ٥٧، ٥٨.
(٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، ٣٦٧، باختصار.
(٤) متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب دعاؤكم إيمانكم، رقم ٨ صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب بيان أركان الإسلام، ودعائمه، ٢٩، رقم ٢١.
(٥) عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، العيني، ١/ ١٢٠ - ١٢١.

<<  <   >  >>