للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والداعية مطالب بالدعوة إلى جميع شرائع الإسلام، وعلى رأسها الأركان الخمسة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} (١)، فالله تعالى أمر بالدخول في جميع الإسلام أي اعملوا بجميع شعب الإيمان، وشرائع الإسلام، ما استطعتم (٢)، فالأمور الواجبة على الأعيان يلزم فعلها، وما وجب على الكفاية يلزم اعتقاد وجوبه والعزم عليه إذا تعين، والأمور المستحبة يلزم اعتقاد حسنها ومحبة فعلها (٣)، فشرائع الإسلام جزء لا يتجزأ، وإنما خُصت الأركان الخمسة بالذكر؛ لأنها تجب على كل مكلف قادر عليها وجوباً عينياً، وما سوى ذلك من العبادات إنما يجب بأسباب المصالح، فلا يعم وجوبها جميع الناس (٤)، فبقية الواجبات تتمة لبنيان الإسلام، فإذا فقد منها شيء نقص البنيان وهو قائم بخلاف الأركان الخمسة فإن الإسلام يزول بزوالها، وكذلك يزول بفقد أحد أركانها كالشهادتين أو إنكار شيء منها (٥).

ينبغي على ربة البيت (٦) أن توضح للعاملة المنزلية أن دخول الجنة لابد له من مفتاح فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي أصل المفتاح وبقية الأركان أسنانه التي


(١) سورة البقرة من الآية ٢٠٨.
(٢) انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري، ٢/ ١٨٩؛ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٢/ ٣٢٤؛ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، ٩٤.
(٣) أنظر الإيمان، ابن تيمية، ١٨٦.
(٤) انظر المرجع السابق، ٢١٦.
(٥) أنظر منهج ابن القيم في الدعوة إلى الله، الخلف، ٨٦.
(٦) تذكر الدراسة أحياناً لفظة الداعية وأحياناً أخرى ربة البيت ولا اختلاف في ذلك؛ فالداعية لفظة عامة تشمل الذكور والإناث وتندرج ضمنها ربة البيت إذا أخلصت النية.

<<  <   >  >>