للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يصلح الفتح إلا بها، فدخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه (١)، لذا يجب بيان أركان الإسلام للعاملة المنزلية بشيء من التيسير والتوضيح، بما يتناسب مع ثقافتها، وعقليتها كما يلي:

أولاً: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: ويمكن للداعية أن يوضح معناها باختصار للعملة المنزلية، فيقال لها أن الشق الأول معناه لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى وذلك يقتضي الإخلاص في العبادة، والشق الثاني معناه الاعتقاد الجازم بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسول الله إلى الخلق كافة، وطاعته فيما أمر به واجتناب ما نهي عنه وزجر وذلك يقتضي أن لا يعبد الله إلا بما شرع (٢)، فالمعرفة والإقرار فقط لا تكفيان بل لابد منهما مع الانقياد والتزام طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً (٣).

إذن الشهادة بشقيها تمثل شروط العبادة.

ثانياً إقام الصلاة: فالصلاة أول ما يحاسب المرء عليه فيما بينه وبين ربه يوم القيامة، والدليل ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل


(١) انظر الصلاة وحكم تاركها، الإمام محمد بن القيم، تحقيق: تيسر زعيتر، ط ٢، المكتب الإسلامي، دمشق، ١٤٠٥ هـ، ٤٩.
(٢) انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، عبد الرحمن آل الشيخ، ٣٤ - ٣٨؛ مجموع فتاوى ابن باز، ١/ ٢٠٦.
(٣) انظر زاد المعاد في هدى خير العباد الإمام محمد بن القيم، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عبد القادر الأرنؤوط، ط ٣، مؤسسة الرسالة بيروت، ١٤٢٥ هـ، ٣/ ٥٥٨.

<<  <   >  >>