للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما دليل الترهيب الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن خطبة العيد التي وعظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها الناس حيث جاء فيه: ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم» فقامت امرأة من وسط النساء سعفاء الخدين (١) فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: «لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير» قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطتهن وخواتيمهن (٢).

ففي هذا الحديث استخدم رسولنا عليه الصلاة والسالم أسلوب الترهيب في دخول النار، ما أثر مباشرة على النساء حيث بادرن بالاستجابة الفورية، وهذا من مزايا الموعظة الحسنة إذ تتميز بسرعة قبولها والاستجابة لها غالباً (٣) إذا أحسن عرضها.

لذا ينبغي على الداعية استعمال الموعظة الحسنة بين الفينة والأخرى بطرية سلسلة بعيدة عن التعقيد، مع مراعاة اعتمادها على نصوص القرآن الكريم وما صح من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وترجمة المعنى ترجمة صحيحة دقيقة ويجب عليه الاهتمام بمضمون الموعظة والتنويع فيها فمرة لبيان حكم شرعي، وأخرى للاحتساب على بعض المنكرات الشائعة، وثالثة لإشباع احتياج العاملة المنزلية من الترغيب والترهيب، مع عدم الإطالة حتى لا تمل النفوس (٤) ويمكن لربة البيت استعمال الموعظة الحسن مع عاملتها المنزلية عن طريق تذكيرها بنعم الله عليها من صحة وحسن خلق مما يستوجب صيانة تلك النعم بالبعد عن المعاصي


(١) أي في وجهها لون مخالف للبياض، انظر لسان العرب، ابن منظور، ٩/ ١٥٢.
(٢) صحي مسلم، كتاب صلاة العيدين، باب كتاب صلاة العيدين، ٣٥٤، رقم: ٢٠٤٨.
(٣) انظر المدخل إلى علم الدعوة، البيانوني: ٣٦١.
(٤) انظر الدعوة فئة المتخصصين في العلوم الشرعية.

<<  <   >  >>