للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى يعمل، وإما أن لا يعترف به فهذا يجادل بالتي هي أحسن؛ لأن الجدال فيه مظنة الإغضاب، فإذا كان بالتي هي أحسن حصلت منفعته بغاية الإمكان كدفع الصائل (١).

وفي مشروعية المجادلة بالتي هي أحسن مظهر من مظاهر عظمة الدين الإسلامي وربانيته ودلي على ما فيه من واقعية حيث لم يغفل أن بعض فئات المدعوين قد يحتاج معهم إلى الجدل ولذلك وجه إلى مجادلتهم، ومن ذلك إذا كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق، أو كان داعية إلى الباطل (٢).

وتظهر أهمية المجادلة بالتي هي أحسن في عدة نقاط منها:

١: أن بعض المدعوين يحتاج إليها لإقناعه بالحق وإزالة شبعته بها، وإقامة الحجة عليه.

٢: إظهار الحق وقطع الباطل خاصة أمام من يحضر.

٣: تظهر أهميتها بالنظر إلى نتائجها فعلاً في تاريخ الدعوة عند المسلمين ومناظراتهم مع المخالفين في الدائرة لإسلامية وخارجها (٣).

ثالثاً: كيفية استخدام المجادلة بالتي هي أحسن في دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى:

ما دامت العاملة المنزلية قابلة للحكمة أو الموعظة الحسنة أو لهما جميعاً فإن ربة البيت لا تحتاج معها إلى مجادلة (٤)، وهذا هو الغالب، لكن إن أحسنت ربة البيت أن عاملتها من


(١) مجموع الفتاوى، ٢/ ٤٥.
(٢) انظر تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي، ٤٥٢، الدعوة إلى الله بالمجادلة مفهومها، ومشروعيتها وضوابطها إبراهيم الحميدان، ٢٥٤.
(٣) الدعوة إلى الله بالمجادلة مفهومها ومشروعيتها وضوابطها، إبراهيم الحميدان، ٢٤٧ - ٢٥٢.
(٤) انظر الرد على المنطقيين شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ط، د، دار المعرفة، بيروت، بدون سنة طبع، ١/ ٤٦٨.

<<  <   >  >>