للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة:

هذا الحديث دليل على أهمية الدعوة بالقدوة، فعندما نبذ الرسول عليه الصالة والسلام خاتمه وأعلم الناس بأنه لن يلبسه أبداً نبذوا خواتيمهم مباشرة وفي هذا دلالة عظيمة على أن تأثير الفعل أبلغ من القول، قال ابن بطال، : فدل ذلك على أن الفعل أبلغ من القول (١).

٢: ما حصل بعد صلح الحديبية حيث لم ينحر الصحابة - رضي الله عنه - هديهم ولم يحلقوا رؤوسهم إلا بعد أن فعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وجه الدلالة:

ما حصل أكبر دليل على عظم دلالة الفعل على الناس، وإذا انضم إلى القول كان أبلغ من القول (٣) لوحده.

لذلك حث الله - عز وجل - على اتخاذه عليه الصلاة والسلام قدوة فقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (٤)

وهذا ما حرص الصحابة - رضي الله عنه - عليه فقاموا باقتفاء أثره عليه الصلاة والسلام في سلوكه ودعوته، فأعطوا بذلك الصورة الصادقة عن الإسلام في سلوكهم وتعاملهم وأمانتهم ووفائهم، ثم دعوا إليه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة (٥).


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، ١٣/ ٢٨٩.
(٢) انظر صحيح البخاري كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، ٤٤٧ - ٤٥٠، رقم ٢٧٣١ - ٢٧٣٢.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر، ٥/ ٤٠٩.
(٤) سورة الأحزاب الآية ٢١.
(٥) انظر القدوة الحسنة حسني النجار، ط ١، دار الضياء، الأردن، ١٤٠٥ هـ، ٦، للاستزادة أنظر السلوك وأثره في الدعوة إلى الله تعالى، أ، د، فضل إلهي، ط ١، إدارة ترجمان الإسلام، باكستان، ١٤١٩ هـ، ١٠٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>