للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرضنا بأن عاملة منزلية وصلت من بلدها وليس معها أي نقود، ولم تكمل الشهر بعد، فماذا تفعل إذا رفض أهل البيت توفير الطعام والشراب بحجة أنه ليس بواجب عليهم؟ .

الفرع الثاني: نوع نفقة العاملة المنزلية ومقدارها:

١: الطعام والشراب.

فيجب على ربة البيت أو من يقوم مقامها توفير الطعام والشراب للعاملة المنزلية، بالمعروف أي يرد ذلك إلى العرف السائد فإن كان العرف يقتضي تقديم ثلاث وجبات فيقدم لها ذلك، وإن كان العرف يقتضي وجبتين فلها ذلك، ويكون طعامها وشرابها من غالب قوت البلد عملاً بالعرف أيضاً فإن كان غالب قوت أهل البلد الأرز واللحم مثلاً فإن طعام العاملة المنزلية منه (١)، لكن إذا كانت العاملة المنزلية لا يمكنها أن تأكل من غالب قوت البلد فينبغي علي ربة المنزل حينها أن تحاول توفير ما يوافقها من الأغذية؛ لأن على العاملة المنزلية ضرراً إذا لم يوفر لها ما يوافقها، وبالتالي لن تتمكن من أداء العمل الواجب عليها. (٢).

الدليل الأول: حديث أبي ذر - رضي الله عنه - وفيه فلقيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: « ... هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» (٣)


(١) أنظر أحكام الخدمة في الفقه الإسلامية، هيلة اليابس، ٣٩٢.
(٢) أنظر المغني، ابن قدامه، ٨/ ٧٠.
(٣) متفق عليه صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك، ٨، رقم ٣٠، صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب إطعام الملوك مما يأكل إلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه، ٧٣٢، رقم ٤٣١٣.

<<  <   >  >>