للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علم، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به والبصيرة بما قاله الله ورسوله، فلابد من بصيرة وهي العلم (١).

واشتراط العلم ليس مسوغا وحجة لترك دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى، فحتى ربة البيت الأمية عندها علم غالباً بأركان الدين وواجباته كالصفة الصحيحة للوضوء، وكيفية الصلاة، فالمدعو إليه أو المنهي عنه إن كان من الواجبات الظاهرة والمحرمات المشهور كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها، فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال ومما يتعلق بالاجتهاد لم يكن للعوام مدخل فيه، ولا لهم إنكاره بل ذلك للعلماء (٢)

ب: مراعاة حال العاملات المنزليات، فأحوالهن الاجتماعية والثقافية والنفسية مختلفة، فالداعية الحكيم ينظر إلى الفروق السابقة وينتبه للمستوى العقلي والفكري للمدعو؛ حتى يكون لدعوته فائدة وثمرة، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله (٣)، فيجب على الداعية التنبيه لهذا حتى لا يُحدث فتنة قال ابن حجر -رحمه الله تعالى-: وفيه التنبيه على أن العلم لا يودع عند غير أهله، ولا يحث به إلا من يعقله، ولا يحدث قليل الفهم بما لا يحتمله (٤)، وكذلك من الحكمة مراعاة مكان وزمان عرض الدعوة فلا ينبغي على الداعية الحكيم عرض دعوته على المدعو في وقت انشغاله وتعبه (٥).


(١) من أقوال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، في الدعوة، ٥٦.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم، ٢/ ٢٣.
(٣) صحيح البخاري كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، ٢٧، رقم ١٢٧.
(٤) فتح الباري، بشرح صحيح البخاري، ١٢/ ١٥٤.
(٥) انظر الحكمة والموعظة الحسنة وأثرهما في الدعوة إلى الله في ضوء الكتاب والسنة، د، أحمد المورعي ط، د، دار الأندلس الخضراء، جدة بدون سنة طبع ن ٢١١ - ٢١٢.

<<  <   >  >>