للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن الكريم فقد ثبت عن عائشة - رضي الله عنه - أنها قالت: أول ما أنزل منه أي القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبداً. (١).

إذن أول ما ينبغي على الداعية في دعوة العاملات المنزليات المسلمات تصحيح العقيدة وإيضاح حقيقة الشرك ووسائله، وشرح نواقض الإسلام الاعتقادية والعملية خاصة ما هو منتشر بين أوساطهن كالسحر وتعليق التمائم لدفع الضرر، أما دعوتهن إلى الشريعة فإن المصلحة تقتضي إلزامهن بأحكام الشريعة جملة دون تدرج؛ لأنهن مسلمات، فالرسول عليه الصلاة والسلام تدرج لحتمية الواقع وحاجته لهذا الأسلوب، أما بعد اكتمال الدين فلا يقبل إلا الإسلام كاملاً (٢)، قال الشيخ ابن باز-رحمه الله تعالى-: الواجب على المسلمين أن يلتزموا بالجميع، من أسلم يلتزم بالجميع، من أسلم يعلم التوحيد، ثم يعلم جميع الشرعية في الحال، حتى يلتزم بها كلها (٣).

لكن الحكمة تقتضي مراعاة جانب مهم وهو تأخير إنكار المنكر إذا اقتضت حاجة الدعوة لذلك، قال الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله تعالى-: تأخير إنكار المنكر قد يكون من باب استعمال الحكمة في الدعوة إلى الله ... فإذا رأى إنسان من المصلحة أن لا يدعو هذا الرجل في هذا الوقت أو في هذا المكان، ويؤخر دعوته في وقت آخر، أو في مكان آخر؛ لأنه يرى


(١) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب تأليف القرآن، ٨٩٥ - ٨٩٦، جزء م الحديث رقم: ٤٩٩٣.
(٢) انظر التدرج بين التشريع والدعوة، يوسف أبو هلالة، ٨ - ١٥.
(٣) التدرج في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم المطلق، ١٤٣.

<<  <   >  >>