للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنه لن يستقيم إيمان المسلم وسلوكه إلَّا على أساس إخلاص ولائه لربه ورسوله وعقيدته وجماعته المسلمة ... قال -تعالى-: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)} (١).

ولن يتحقق معنى استخلاف الله له في الأرض بحمله راية هذه العقيدة المكينة ما لم يعرف طبيعة عدوه وبواعثه وطبيعة المعركة التي يخوضها معه وما لم يستيقن أن أعداء الله جميعًا إلب عليه وأن بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة والعقيدة الإِسلامية على السواء!!.

والنصوص التي تبين ذلك وتؤكده كثيرة منها:

قال -تعالى-: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٢٨)} (٢).

فهذا نهي عن التولي العام لهم واتخاذهم أعوانًا وأنصارًا وأولياء، أو الدخول في دينهم.

قال ابن جرير الطبري -رَحِمَهُ اللهُ- في تفسير هذه الآية: "من اتخذ الكفار أعوانًا وأنصارًا وظهورًا يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء أي قد بريء من الله وبريء الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} أي إلَّا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة


(١) سورة المائدة: آية ٥٦.
(٢) سورة آل عمران: آية ٢٨.

<<  <   >  >>