للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بصيرة في دينه بل أدنى بصيرة فيه! وهؤلاء قذى في أعين الإِسلام وبثرة في وجه الدين، فالاسلام منهم براء وسيحملون أوزارهم كاملة ومن أوزار الذين يضلونهم إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين.

٣ - الفئة الثالثة:

على أن هناك فئة ثالثة: انتسبت إلى الإِسلام زورًا وخرجت على الدين خروجًا سافرًا في أقوالها وأفعالها وسلوكها، ليقول الناس عنهم إنهم أحرار التفكير ورواد الإصلاح وما هم في الواقع إلَّا ببغاوات يرددون كما ورد من الغرب الكافر أو الشرق الملحد وهو عندهم طابع المدينة وسمة الحضارة، ولن يكون الإنسان عند هؤلاء مدنيًا متحضرًا إلَّا إذا انسلخ من دينه ومن لسانه ليلبس جلد غيره ودينه ولسانه واستخدم هؤلاء سلاحًا فتاكًا لتقويض المجتمعات الإِسلامية ونقل الأوبئة الإجتماعية الغربية إليها وهو وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز ومسرح وسينما ... إلخ. وبذا عمت الفوضى وانتشر الفساد وتولى الجيل الذي رباه المستعمرون تربية جيل جديد أكثر مسخًا وانحلالًا وحوربت أحكام الله على يد هؤلاء أكثر مما حوربت بأيدي المستعمرين (١).

وبعدُ: فهذا حال بعض من ينتسب إلى الأمة الإِسلامية. وهذا هو واقعنا الذي نعيشه ونحن مبتلون بهؤلاء المحسوبين علينا والمتولين أَزِمَّة الحكم فينا. وَمَرَدُّ ذلك كله الإعراض عن شرع الله وهديه والمداهنة. والموالاة -غير المشروعة- لأعداء الله وأعدائنا.


(١) لنظر: الغزو الفكري ص ٢٦٥، والتقليد والتبعية وأثرهما في كيان الأمة الإِسلامية من ص ١١٣ - ١١٦. ناصر عبد الكريم العقل - مطابع الرياض.

<<  <   >  >>