للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماع فقد حصل العلم بكلام العرب، فلا حاجة إذ ذاك إلى القياس، ومع هذا فما قاله أبوالحسن لا ينكر أن يتكلم به بعض العرب قليلًا ولا يطرد، على أن ما حكاه سيبويه من كلام العرب له أيضًا وجه وقياس معتبر يفرق (به) (١) بين الألف وبين الياء والواو: بيانه أن الألف لا يمكن وقوعها بعد كسرة ولا ضمة ألبتة.

وأما الياء الساكنة فلا يمتنع أن ينطق بها بعد ضمة (٢) وإن كان ذلك بكلفة وثقل، وكذلك الواو الساكنة يمكن النطق بها بعد الكسرة على ثقل وتكلف (أيضًا) (٣) فتقول (بيع) بضم الباء وسكون الياء و (قول) بكسر القاف وسكون الواو، ولكن العرب رفضت التكلم بهذه (٤) الثقلة ولم تجر الهمزة الملينة بين الهمزة والياء (٥) مجرى الياء الخالصة في ذلك ولا أجرت (٦) الهمزة الملينة بين الهمزة والواو مجرى الواو الخالصة. والله أعلم (٧).

وذكر الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - (٨) في أمثلة الهمزة المفتوحة بعد الكسرة {لِئَلَّا} (٩) وكان ينبغي أن لا يفعل لأن الهمزة في (لِئَلَّا) إنما توسطت بدخول الزائد عليها، فحقها أن تذكر في الفصل بعد هذا.

(م) وقوله: (ثم بعد هذا تجعلها بين بين في جميع أحوالها


(١) ما بين القوسين تكملة من باقي النسخ.
(٢) في (س) و (ت) و (ز) (الضمة).
(٣) ما بين القوسين تكملة من باقي النسخ.
(٤) في (ت) و (ز) (بهذا) وهو تحريف والصواب ما في (الأصل و (س).
(٥) في (ت) و (س) و (ز) (بين الياء والهمزة).
(٦) في (ز) (جرت).
(٧) في (ت) و (ز) (الله عز جلاله أعلم).
(٨) سقط من (س) (- رَحِمَهُ اللهُ -).
(٩) من مواضعه الآية: ١٥٠ البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>