للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما يعرض لها من أسباب الإمالة.

فإن قيل: ما ثبت من استحسان فتح عين الفعل لأجل حرف الحلق إذا كان عيناً، أو لاماً ينافر إمالة فاء الكلمة في (عابد) و (عالم) لأنه حرف حلق متحرك (١) بالفتح، وفي محل يقل فيه التغيير إذ التغيير (٢) أكثر ما يكون في الأواخر. وهو مع ذلك سابق على سبب (٣) الإمالة، فكان الواجب أن يستوفي حقه من إخلاص الفتح، إذ سبب الإمالة غير موجود وقت النطق بالفاء، وإنما يوجد بعد؟

فالجواب أنه لما كانت الفاء، وسبب الإمالة قد استملت عليها كلمة واحدة، ولم يكن اللسان بد من الإتيان بجميع حروف الكلمة وحركاتها افتتح أول الكلمة على وجه يناسب آخرها لتخف الكلمة عليه، وهذه رائحة من معنى قول الشاعر.

رأى الأمر يفضي إلى آخر - فصير آخره أولًا (٤).

وينبغي للطالب أن يعلم أنه متى حصل توجيه مسألة في هذا العلم بوجه مناسب كفى، وإن اتفق مع ذلك إطراد التوجيه في سائر النظائر، واستمرار التعليل فحسن (٥)، وإن لم يطرد ذلك وحصل الإختلاف بين النظائر فلا اعتراض؛ لأن القوانين في علم العربية إنما هي أكثرية لا كلية


(١) في الأصل (فتحرك) وفي باقي النسخ ما أثبته.
(٢) في الأصل (التغير) وفي باقي النسخ ما أثبته.
(٣) في الأصل (أسباب) وهو خطأ والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.
(٤) أنشده ابن جنى في الخصائص جـ ١ ص ٢٠٩ وجـ ٢ ص ٣١، ١٧٠ وفي المحتسب جـ ١ ص ١٨٨، وسر الصناعة جـ ٢ ص ٦٨٧ وشرح المفصل لإبن بعيش جـ ٥ ص ١٢٠ والأشباه والنظائر في النحو للسيوطي جـ ٢ ص ٣١١ والخزانة جـ ٨ ص ١٠٩.
(٥) في الأصل (فحصن) وهو تحريف والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>