للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن استثناء هذه الألفاظ الستة لا يخرج من كلام الحافظ إلا بكلفة، وبيان ذلك أنه قال أولا: (فمن ذلك كل هاء تأنيث رسمت في المصاحف تاء على الأصل نحو كذا وشبهه) (١) ثم قال: (فكأن الكسائي وأبو عمر يقفان على ذلك بالهاء) (٢) فهذا الكلام يقتضي تعيم الوقف لهما بالهاء في جميع ما رسم بالتاء حسبما تقدم في القسم الثاني والثالث ثم قال: (ووقف الكسائي على "مرضات الله") حيث وقعت وعلى {اللات والعزى} و {ذات بهجة} و {لات حين} و {هيهات هيهات} بالهاء، وهذا الكلام إنما يعطي بظاهره تكرار مذهب الكسائي في هذه الألفاظ الخمسة في الوقف عليها بالهاء، إذ قد كان حصل ذلك من الكلام الأول، وليس مراده التكرار، وإنما مراده أن الكسائي وقف عليها بالهاء وحده دون أبي عمرو، فيحصل منه أن أبا عمرو وقف على هذه الألفاظ المعينة بالتاء، فوافق فيها خط المصحف، وكان الأولى أن يقول بدل هذه العبارة: (واستثنى أبو عمرو من ذلك {مرضات الله} حيث وقعت وكذا وكذا إلى آخرها) وكذلك قوله بإثر هذا (ووقف ابن كثير وابن عامر على: {ياأبتِ} بالهاء حيث وقع (٣) حصل منه استثناء هذه الكلمة للكسائي وأبي عمرو، ولم يلفظ بصيغة الإستثناء، لكنه عند البيان عن الجميع بقوله بإثر هذا (ووقف الباقون على هذه المواضع كلها بالتاء اتباعًا لخط المصحف) (٤) وستقف في باب (ياءات الإضافة) على مواضع من كلامه مثل هذا الموضع مما قصد به الإستثناء، وليس فيه صيغة استثناء، وقد مر مثلها أيضًا فيما تقدم.


(١) انظر التيسير ص ٦٠.
(٢) انظر التيسير ص ٦٠.
(٣) انظر التيسير ص ٦٠.
(٤) انظر التيسير ص ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>