للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه كذلك حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه البخاري (١) - رحمه الله.

وأيضاً فإنه زينة واليمين أحق بالزينة, وأيضاً فإنه قد ينقش فيه ذكراً فيصان ويكون باليمنى حتى لا يمتهن, واتفقوا على أن مكانه الخنصر, وهو أصغر الأصابع, فإن قيل قد روى مسلم عن أنس: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى. (٢)

فنقول الأحاديث في يمينه أصح, وعلى كل حال فالترجيح في كونه في يمينه ليس بذلك الوضوح, فإن الأحاديث كما قال غير واحد من الحفاظ: القدر الصحيح فيها التختم, ومنهم من صحح الأيسر، ومنهم من صحح الأيمن, فالذي يظهر لي أنه يكون في اليمين أكثر, وإن تختم باليسار أحياناً فلا بأس، فيكون فيه جمع بين القولين, وظاهر كلام المؤلف خلاف


(١) أخرجه أبو داود (رقم: ٤٢٣١) والترمذي (رقم: ١٧٤٢) قال أبو عيسى: قال: محمد بن إسماعيل حديث محمد بن إسحاق عن الصلت بن عبد الله بن نوفل حديث حسن صحيح.
(٢) أخرجه مسلم (رقم: ٢٠٩٥) قال ابن أبي حاتم في العلل (رقم: ١٤٥١): قال أبي: أما قوله اتخذ خاتما من فضة، ونقش عليه، فهو صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قوله فكان يلبسه في شماله، فلا أعلم أحداً رواه إلا ما رواه عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى بعضهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والحفاظ ترويه عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يقولون إنه لبس في يساره.

<<  <   >  >>