لقد سألتكم: ماذا نصنع إذن؟ نصنع ما نصنعه للمريض الذي يعاني من آلام النوبة التي تنتابه ويصرخ من أوجاعها: نعطيه أولاً ما يسكّن الألم، ثم نبحث عن أسباب الداء لنقطعها، ثم عن منشأ العدوى لنُبعده عنها، ثم نعطيه من المقوّيات ما يعينه على دفع المرض إذا عاوده.
فالدواء العاجل (وهو المسكّن) بيد حُماة الأمن، الذين يمنعون وقوع الجريمة أو استمرارها كما يمنع الدواء المسكِّن
(١) نسي الناس اليوم هذه الحادثة وقد مضى عليها عشرون عاماً، وهذه قصتها موجَزة: في الخامس من نيسان (أبريل) ١٩٨٨ خطف جماعة من «حزب الله»، يقودهم عماد مُغنيّة، طائرة الخطوط الجوية الكويتية «الجابرية» القادمة من بانكوك، وتوجهوا بها إلى مطار مشهد الإيراني، وهناك تزودوا بالوقود وبالأسلحة وانتقلوا إلى لارنكا في قبرص. وطالب الخاطفون حكومة الكويت بالإفراج عن بضعة عشر سجيناً متهمين بتنفيذ تفجيرات مختلفة في الكويت سنة ١٩٨٣، في محطة الكهرباء الرئيسية للبلاد ومطار الكويت ومجمّعات نفطية وسكنية، وهي تفجيرات راح بسببها عدد من الضحايا البُرآء. وفي مطار لارنكا قتل مغنيّة اثنين من الركاب الكويتيين، حيث أطلق النار على رأسيهما وألقى بهما من الطائرة إلى الأرض. ثم توجهت الطائرة أخيراً إلى الجزائر، وهناك انتهت المأساة بعدما دامت خمسة عشر يوماً، وخُلّي سبيل الرهائن مقابل إطلاق سراح الخاطفين ونقلهم إلى إيران (مجاهد).