للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:


= ولا يقبلون أحاديثهم. قلت: ونحن نراهم عدولاً ونراهم أئمة الهدى، فكيف يكون التقارب؟ قال سعيد الأفغاني: أنا رجل مشتغل بالحساب، يكون التقارب بأن نحصي الصحابة الذين يسبّهم الشيعة، ثم نقسمهم قسمين متساويين فنسبّ نحن قسماً ويسبّون هم قسماً! فقال أحد الحاضرين (وهو شيخ من أهل السنة): المهم التقارب في المودة والصداقة و ... قلت: يا شيخنا، هل تُوادُّ من يسب أباك؟ قال: لا. قلت: سألتك بالله، أيهما أحب إليك وسبُّه أشد عليك، أبوك أم أبو بكر؟ قال: أبو بكر. قلت: فهذا وسائر الشيعة يسبّون أبا بكر وعمر ويتقربون إلى الله بترديد لعنهما، ثم إنه يعتقد أنك كافر. قال القمّي: لا. قلت: بلى؛ إن في دار الكتب الظاهرية بدمشق رسالة مطبوعة لطلاب مدارس الشيعة في جبل عامل حدثني عنها الأستاذ عز الدين التنوخي مرتَّبة على شكل سؤال وجواب، فيها سؤال: على كم بُني الإسلام؟ الجواب: على ست، على الخمس المعروفة، وعلى الاعتقاد بالإمامة. سؤال: وما الإمامة؟ الجواب: أن تعتقد أن علياً وصي الرسول وخليفته وأن الشيخين ظلماه حقه، وأن لعنة الله على الظالمين. سؤال: وما حكم منكر الإمامة؟ الجواب: حكمه أنه كافر وأنه في النار خالد مخلَّد فيها.
وسكت القُمّي، فسأله الأفغاني: هل أنت جادّ بالسعي للتقريب؟ قال القمي: نعم. قال الأفغاني: فابدأ بإغلاق هذه الدار، لأنها أثارت هذه المناظرات بين الشيعة وأهل السنة وأيقظت الفتنة النائمة".
والمقالة طويلة لا يتسع المقام هنا لنقلها كاملة، وإنما نقلت منها ما أتممت به الموضوع، فمن شاء رجع إلى مجلد «الفتح» في عامها السابع عشر (١٣٦٦هـ) فقرأها كاملة هناك (مجاهد).

<<  <   >  >>