ربحه وما خسره، والذي يصعد الجبل يقف ليلتفت وراءه فيرى كم قطع من الطريق، وينظر أمامه ليرى كم بقي عليه حتى يصل.
فاقعدوا وفكروا: ما هي حصيلة هذه الأحاديث؟
لا أشك أنها أثارت في أنفسكم لمّا سمعتموها الشعور بالإيمان، ولا أشك أنكم تعلمتم منها طائفة من المسائل المتفرقة، ولكني لست أسأل عن هذا، بل أسأل عن أمر آخر. أسأل: هل كان لها أثر في حياتكم؟ هل كانت لها نتيجة عملية ظهرت في أعمالكم أو في بيوتكم أو في أسواقكم؟ هل بدّلت شيئاً من أسلوب معيشتكم أو طريقة تفكيركم؟
* * *
يا سادة، نحن نقول ونعيد ونكرر أن الإسلام دين ودنيا، الإسلام عقيدة وشريعة، الإسلام علم وسلوك، الإسلام يرافق المسلم في كل حين، فيبيّن له ما يَحِلّ له وما يَحرُم عليه، وما يُندَب له وما يُكرَه، يرافقه دائماً، إذا كان وحده، أو كان مع زوجته، أو كان مع أولاده، أو كان في تجارته في سوقه، أو وراء مكتبه في ديوانه، أو على مقعده في مدرسته، وفي العرس وفي المأتم، وفي السلم وفي الحرب.
نقول هذا ونعيده ونكرّره حتى صار من الكلام المألوف، بل لقد صار من الحديث المُعاد المَمْلول. فتعالوا ننظر في حياتنا التي نعيشها في بيوتنا، في أسواقنا، وانظروا إلى أزيائنا وأزياء نسائنا، وسلوكنا وسلوك أبنائنا، ومعاملاتنا المالية وأوضاعنا الاجتماعية ... هل هي موافقة كلها للإسلام؟