للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصل فى ذلك: لو شئت ألّا تفسد سماحة حاتم لم تفسدها فحذف ذلك من الأول استغناء بدلالته عليه فى الثانى (١).

- حذف المضاف إليه وإقامة كل واحد منهما مقام الآخر.

فمن حذف المضاف قوله تعالى: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (٢)، أى أهلها.

وقول الشاعر:

إذا لاقيت قومى فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا

هل اعفو عن أصول الحقّ فيهم ... إذا عسرت وأقتطع الصدورا

أراد أنه يقتطع ما فى الصدور من الضغائن، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

ومن حذف المضاف إليه قوله تعالى: «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ» (٣)، أى من قبل ذلك ومن بعده. وهذا النوع قليل الاستعمال لأنّ المضاف يكتسى منه تعريفا وتخصيصا فحذفه يخلّ بالكلام لإذهاب فائدته بخلاف المضاف نفسه، فانّه لا يخل حذفه من جهة أنّ المضاف إليه يذهب بفائدته ويقوم مقامه.

وربما حذف المضاف والمضاف إليه وهذا نادر كقوله تعالى: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ» (٤)، أى من أثر حافر فرس الرسول- صلى الله الله عليه وسلم- وقد قال العلوى عنه: «ولا يكاد يوجد إلّا حيث دلالة الكلام عليه» (٥) وسماه ابن الأثير «حذف المضاف مكررا» (٦).


(١) ينظر المثل السائر ج ٢ ص ٩٧، وبديع القرآن ص ١٨٥، والطراز ج ٢ ص ١٠٤.
(٢) يوسف ٨٢.
(٣) الروم ٤.
(٤) طه ٩٦.
(٥) الطراز ج ٢ ص ١٠٧.
(٦) المثل السائر ج ٢ ص ٩٩.

<<  <   >  >>