للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طرر الوصائف يلتق ... ين بها إلى طرر الوصائف

وكأنّ لمع بروقها ... في الجوّ أسياف المثاقف

المقصود البيت الأخير، ولكن البيت إذا قطع عن القطعة كان كالكعاب تفرد عن الأتراب، فيظهر فيها ذلّ الاغتراب، والجوهرة الثمينة مع أخواتها في العقد أبهى في العين، وأملأ بالزين، منها إذا أفردت عن النظائر، وبدت فذّة للناظر.

ويشبّهون الجواشن والدروع بالغدير يضرب الريح متنه فيتكسّر، ويقع فيه ذلك الشنج المعلوم كقوله (١): [من الطويل]

وبيضاء زغف نثلة سلميّة ... لها رفرف فوق الأنامل من عل

وأشبرنيها الهالكيّ، كأنها ... غدير جرت في متنه الرّيح سلسل

وقال (٢): [من المتقارب]

وسابغة من جياد الدّروع ... تسمع للسيف فيها صليلا

كمتن الغدير زفته الدّبور ... يجرّ المدجّج منها فضولا

وقال البحتري (٣): [من الكامل]

يمشون في زغف كأنّ متونها ... في كل معركة متون نهاء


(١) البيتان لأوس بن حجر في ديوانه، ولسان العرب (شبر). بيضاء: الدرع الزّغف والزّغفة: الدرع المحكمة، وقيل: الواسعة الطويلة، تسكن وتحرك. وقيل: الدرع اللينة، والجمع: زغف على لفظ الواحد، وأنكر ابن الأعرابي تفسير الزغفة بالواسعة من الدروع، وقال: هي الصغيرة الحلق. والنّثلة:
الدرع عامة، وقيل: هي السابغة منها، وقيل: هي الواسعة منها السليمة بالضم: نسبة سماعية إلى سليمان بن داود عليهما السلام. أشبر الرجل: أعطاه وفضله، وشبره سيفا ومالا: أعطاه إياه ويروى البيت في اللسان (أشبرنيه) وأيضا (أشبرنيها) فتكون الهاء للدرع. قال ابن بري: وهو الصواب لأنه يصف درعا لا سيفا. [اللسان: شبر].
(٢) البيتان لعبد قيس بن خفاف من قصيدته في المفضليات: ٣٨٦ ومطلعها:
صحوت وزايلني باطلي ... لعمر أبيك زيالا طويلا
والقصيدة من الأدب الرفيع والخلق السامي، وفيها يظهرنا هذا الرجل على ما صار إليه من خلق كريم. وعبد قيس بن خفاف: هو من بني عمرو بن حنظلة من البراجم، كما قال الأنباري، ولم يرفع نسبه ولم نجد شيئا من ترجمته.
(٣) البيت في ديوانه. والنّهي: الموضع الذي له حاجز ينهى الماء أن يفيض منه. وقيل: هو الغدير في لغة أهل نجد.

<<  <   >  >>