للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسرع للإلف، وأجلب للفرح، وأغلب على الممتدح، وأوجب شفاعة للمادح، وأقضى له بغرّ المواهب والمنائح، وأسير على الألسن وأذكر، وأولى بأن تعلقه القلوب وأجدر (١).

وإن كان ذمّا، كان مسّه أوجع، وميسمه ألذع، ووقعه أشده، وحدّه أحدّ (٢).

وإن كان حجابا، كان برهانه أنور، وسلطانه أقهر، وبيانه أبهر (٣).


(١) مثاله من القرآن قوله تعالى في وصف الصحابة: وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ
ومن الشعر قولنا في المقصورة:
وإن قسا وديده لان وإن ... يكدر عليه راق وردا وصفا
يؤمن منه الطيش في شرته ... والحلم والإغضاء منه يرتجى
تواضع عن شمم ورفعة ... ورقة من غير عجز وونى
ألم تر الهواء في رقته ... ولطفه أوتي شدة القوى
يكاد يلمس الثريا رفعه ... من حيث تلقاه يصافح الثرى
والتمثيل في البيتين الأخيرين وهو من النوع الأول، ومنها قول بعضهم:
فتى عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
(رشيد).
(٢) مثاله من القرآن قوله تعالى في الذي أوتي الآيات فانسلخ منها: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ أي: يخرج لسانه من العطش أو التعب وهو من باب منع، وقوله تعالى: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ* وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ومقمحون من أقمح الغل الأسير: ترك رأسه مرفوعا لضيقه، ومن الشعر قوله:
رأيتكم تبدون للحرب عدة ... ولا يمنع الأسلاب منكم مقاتل
فأنتم كمثل النخل يشرع شوكه ... ولا يمنع الخراف ما هو حامل
الخراف بالتشديد صيغة مبالغة اسم الفاعل من حرف الثمار إذا جناها ومنه المثل:
ولو لبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس يا لك من حمار
(رشيد).
(٣) مثاله من القرآن ما تقدم من الآيات في بيان طريقتي التمثيل ومن الشعر قول أبي العتاهية:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
وقول غيره:
ونار لو نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
ومن الأمثال: «إن العوان لا تعلم الخمرة» وهي بكسر المعجمة الهيئة من الخمار والعوان بالفتح النصف من النساء أي التي بين الشابة والعجوز، والمثل يضرب في المجرب العارف المستغني عن التعليم. ومنها كدابغة وقد حلم الأديم، أي: أفسده الحلم وهو بالتحريك دود صغير وقيل:
الحلمة الصغيرة من القردان والضخمة ضد. (رشيد).

<<  <   >  >>