وفي وصف الأمير والجيش: يهز الجيش حولك جانبيه ... كما نفضت جناحيها العقاب ومنه قولنا في المقصورة في وصف الرفاق: لم تختلف في مبتدأ مسألة ... إلا وكان للوفاق المنتهى كمن على المحيط من دائرة ... أنى تفارقا فبعد ملتقى وقولنا منه في وصف روضة: والشمس تبدو من خلال دوحها ... آونة تخفى وطورا تجتلى كغادة وضاحة قد تلعت ... من خلل السجوف ترنو والكوى تلقى على الروض تثير عسجد ... فتحسب الروض عروسا تجتلى وقولنا منها: والباسقات رفعت أكفها ... تستنزل الغيث وتطلب الندى ثبت في العلوم الطبيعية أن الأشجار تكون سببا لنزول المطر فمثلت هنا بحال المستسقين يجاب دعاؤهم. ويليه قولنا: تمتلج الكربون من ضرع الهوا ... تؤثرنا بالأكسجين المنتقى ومعناه أن الأشجار الباسقة ترضع غاز الكربون وتمتصه من الهواء تتغذى به وهو سام لنا وتترك لنا أكسجين الهواء المطهر للدم في أبداننا باستنشاقنا له في الهواء فمثلت بحال ما يضر الناس ويؤثرهم بما ينفعهم. وقول ابن دريد في وصف النوق: يرسبن في بحر الدجى بالضحى ... يطفون في الآل إذا الآل طفا ومن أحسن ما يدخل في التمثيل باب الغراميات قول المجنون: وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل ... بي النقص والإبرام حتى علانيا وقوله: كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو يراح قطاة عزها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح وقول بعضهم: ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهن أليم وقول الآخر: إني وإياك كالصادي رأى نهلا ... ودونه هوة يخشى بها التلفا رأى بعينيه ماء عز مورده ... وليس يملك دون الماء منصرفا ومن الأمثال التي تدخل من باب الشكوى: «ليس لها راع ولكن حلبة» حلبة بالتحريك جمع حالب، والمثل يضرب للأمة المظلومة. «ولو كويت على داء لم أكره» ويضرب لمن يعاقب غير ذنب. «سال بهم وجاش بنا البحر». (رشيد).