هذا، وقد دل العقل والنقل والفطر وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب الأرباب، وطلب مرضاته، والإِحسان إلى خلقه: من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير. وأضدادها: من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر. فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته والتقرب إليه والإِحسان إلى خلقه. وقد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والآخرة، وحصول السرور في الدنيا والآخرة في كتابه العزيز على الأعمال، ترتب الجزاء على الشرط، والعلة على المعلول، والمسبب على السبب فقال سبحانه: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال: ٢٩]، وقال سبحانه: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ} [النساء: ٣١]، وقال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧]، وقال: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات]. وبالجملة فالقرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتب الجزاء بالخير والشر، والأحكام الشرعية على الأسباب، بل أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما مرتبة على الأسباب والأعمال، ومن فَقِه هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع. اللَّهُمَّ انفعنا بما علَّمتنا، ووفِّقنا لما به أمرتنا، واكفنا ما أهمنا، وتوفَّنا على الإِسلام وأنت راض عنا، آمين). انتهى ما وجد بخط المصنف. يقول المعتني غفر الله له: ° فرغت من تبييض هذا التخريج في شهر جمادى الآخرة من عام ١٤٢٠ للهجرة بمدينة تريم الغناء مهد العلماء والصالحين بوادي حضرموت من الديار =