وفي نفس كتاب ابن السنى عن بشير بن معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أحدهم حدير أبو فروة الحديث، ثم إنى لم أر أحدا سمَّى والد حدير أنسًا، فهو من كذب الشارح أيضًا.
٢٦٦٧/ ٦٧٠٣ - "كانَ إذا رضِى شيئًا سكَتَ".
ابن منده عن سهيل بن سعد أخى سهل.
قال في الكبير: قال الذهبى في الصحابة: يروى له حديث غريب لا يصح اهـ، وكأنه يشير به إلى هذا.
قلت: بل يشير إليه جزما، ولكن ليس معنى كلامه ما فهمه الشارح وإنما مراده أن الحديث مقلوب تبعا لما قاله أبو نعيم، فإنه روى الحديث أيضًا في الصحابة من طريق عمرو بن قيس عن سعد بن سعيد أخى يحيى بن سعيد الأنصارى قال: سمعت سهيل بن سعد أخا سهل يقول: "دخلت المسجد والنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصلاة فصليت، فلما انصرف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رآنى أركع ركعتين، فقال: ما هاتان الركعتان فقلت: يا رسول اللَّه جئت وقد أقيمت الصلاة فأحببت أن أدرك معك الصلاة ثم أصلى فسكلت، وكان إذا رضى شيئًا سكت" قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وهو وهم، والصواب ما رواه ابن عيينة وابن نمير وغيرهما عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن قيس بن عمرو جد سعد بن سعيد قال:"انصرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا أصلى بعد الصبح"، فذكر الحديث.
وهذا لا يدل على بطلان الحديث من أصله، إنما يدل على كون الراوى غلط في صحابيه على أن الحافظ يذهب إلى أنه إن كان حفظه فلا مانع من التعدد، وكثيرا ما تتكرر مثل هذه الوقائع.