قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو داود في الأدب فما أوهمه كلامه من تفرد ذينك به عن الاربعة غير جيد، قال:"رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وما على وجه الأرض رجل رآه غيرى قال: فقلت: كيف رأيته؟ " فذكره.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: رواه أبو داود في الأدب، يوهم أن لأبى داود كتاب الأدب المفرد وليس كذلك، فكان حقه أن يقول: في الأدب من سننه.
الثانى: قوله: قال: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . إلخ، يوهم أنه كذلك عند أبي داود وليس كذلك.
الثالث: فذكره تلبيس يوهم أن لفظ أبي داود كلفظ المتن والواقع خلافه، ولفظه عن أبي الطفيل قال:"رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال سعيد الجريرى: قلت: كيف رأيته؟ قال: كان أبيضا مليحا، إذا مشى كأنما يهدى في هبوب"، فلفظه مخالف للمذكور في المتن بالنقص والزيادة بحيث ينبغى أن يفرد وذلك عذر المؤلف.
الرابع: لا أدرى ما عدم جودته إذ لم يعزه إلى أبي داود فإن هذا شيء انفرد به الشارح، معاذ ذلك كذلك فالحديث خرجه أيضًا أحمد [٥/ ٤٥٤] وابن سعد في الطبقات [١/ ٢/ ١٢٦]، وقاسم بن أصبغ وإسماعيل بن إسحاق القاضى كما ذكرت أسانيدهم في المستخرج على الشمائل، فيكون اقتصاره على أبي داود في الاستدراك غير جيد أيضًا لا سيما والعزو إلى مسند أحمد مقدم عند كثير من الحفاظ على السنن الأربعة.